حين تكتشف
ان الزمان ليس زمانك
و أن المكان ليس مكانك
والأحساس ليس إحساسك
وأن الأشياء حولك لم تعد تشبهك
وأن مدن أحلامك ما عادت تتسع لك
عندها .. لا تردد
وارحل بلا صوت
وعند الرحيل
لا تضيع وقتك في البحث في أحشاء اللغة
لانتقاء كلمات الحب أو الاعتذار أو الوداع
فكل الكلمات التي تولد لحظة الفراق
إنما هي مجرد محاولات فاشلة
لتبرير وتفسير هروبك وضعفك
وعند الرحيل أيضاً
يغلق البعض في وجهك كل أبواب الرحيل
كي يمنعك من الرحيل
لآنه يحبك
والبعض
يعترف لك بحبه عند الرحيل
كي يبقيك معه
ويكتشف البعض الآخر أنه
يحبك بعد الرحيل
فيحترق ويحرقك باكتشافه المتأخر
وحين تقرر الرحيل
لا تدفن رأسك في الرمال كالنعامة
كي لا تلمح وجوه أولئك الذين أحبوك بصدق
وراهنوا على بقائك معهم
فخذلتهم برحيلك
ولا تبك بصوت مرتفع كالأطفال
كي يصل صوتك لأولئك الذين أحببتهم بالصدق ذاته
فخذلوك